على الرَّغمِ مِنْ كَونِنَا في عَصرِ المادَّةِ والتقدُّمِ التكنولوجيِّ، إلَّا أنَّ سِحرَ ومُتعةَ الأساطِيرِ لم يفقِدَا بريقَهُمَا وتأثِيرَهُما، فَمِنْ خلالِ سطورِها ننتقِلُ عَبرَ حدودِ الزَّمانِ والمكانِ وإلى ما ورَاء العقلِ كذلكَ؛ فتخوضُ بنا عُبابَ بحورِ الدُّنيا ومحيطاتها، وتهيمُ بنا في براريِها، وتَصعَدُ بنا الجبالَ، وتهبِط بِنا السُّهولَ والوديَانَ، وتَطوفُ بِنا في أقطارِ الأرضِ شرقِها وغربِها، وتحلِّقُ بنا في سمواتِها وتجولُ بنا بينَ كواكِبها، وتذكُرُ لنَا طُرَفًا مِنْ غرائبِ سُكَّان الأرضِ وطبائِعهم، وعجائِبِ ما عملوا وغريب ما صَنعوا، واختلافِ أخلاقِهم شرِّها وخيرِها؛ فنجدُ فيها العِظةَ والإرشادَ والتَّجرِبةَ..

وبعدَ أنْ قدَّمْنا لقارئِنا الكريمِ كتاب أساطير الإغريقيَّة، التي لاقت استحسانًا كبيرًا مِنَ القُرَّاء؛ قرَّرْنَا أنْ نقدِّمَ لهمُ الأساطِيرَ العربيَّة؛ فهي لا تقلُّ تميُّزًا ولا لذَّةً عَن تلكَ الأساطِيرِ المشْهورَةِ..

فانتَقيْنا مِن بين عَشراتِ الكتبِ تلكَ البَاقةِ التي بينَ يديْك قارئي الكريم.