كل ما أعنيه في مؤلفي، هو التعبير عن وجهات نظر تجاه آراء، طرحها بعض الفلاسفة والمفكرين والمنظرين والمبدعين الذين تناولوا جانباً حساساً في ما يتعلق بدور الوعي الفـني والجمالي في عملية إستلهام الحقائق الجمالية، والإفصاح عنها بواسطة الفن، والكشف عن البِنى القاعدية والتاريخية والمعرفية والفنية والتراثية والروحية والفكرية والجمالية .. سواء في تطابق وجهات النظر، أم دحض وتفنيد الأفكار التي رأت الفن والجمال في الوجود رؤية ســـطحية، وتوضيح الآراء المتباينة وتعددية المناهج المختلفة، التي حددت وظيفة الفن في بنائية الحياة . ويجدر الانتباه إلى أن ما أعنيه من جمالي الفن، يشمل كافة الإشراقات الإبداعية العظيمة (أسطورية، أدبية، طقسية، تصوير، رسوم، لغة كتابية، عقائد دينية، أيديولوجية، دراما، نحت، عمارة، موسيقا، إعلام، رياضة، تكنولوجيا ..إلخ) في حياتنا الأناسية. فوددت أن أستعرض بلمحة موجزة بدايات نشوء الفن كمقدمة منطقية، تفرضها ضرورات البحث، وذلك لما للفن من أثـر عميق في نشوء الحضارة والتاريخ، ولما له من قدرة نفاذية إلى الأثر الإلهي المتماهي في كينونة الوجود، ومبيناً أيضاً دور الدين في إبراز جلال الفن عـبر التاريخ، والإفصاح عن الإشكالية التي تتعلق به، بوصفه وعياً جمالياً ما وراء الواقع العياني.