عرضٌ تفصيلي لقضايا تجسيم الخالق وتجسيده (وصف الخالق بكلمات ومقولات وأشكال بشرية مادية) في التراث اليهودي والمسيحي والإسلامي، كما وردت في النصوص الدينية. متناولاً بالتفصيل التطورات اللاحقة في الفكر اللاهوتي وتأويل الرسالات ونقد التفاسير المتعلقة بمفهوم تجسيد الخالق، وما صاحب ذلك من تأثير كبير في فهم تصوّر الله لدى أتباع هذه الديانات الثلاث. وهو حفر معرفي في إدراك بنيات هذا العالم الحافل بالعنف والظلم، الذي يُرْتَكبُ معظمه باسم الله؛ إذ تكمن النجاة في إدراك أهمية إعادة علاقة الإلهي/ البشري إلى وضعها الصحيح، ولن يحدث هذا إذا لم نفهم أولاً كيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. وهو خطاب واعٍ يكشفُ عن أن التَوْق ما بعد الحداثي وما بعد العلماني لله لن يلقى إشباعاً من خلال المفاهيم التجسيدية والتجسيمية التي تنتمى لما قبل العصر الحديث عن الإلهي، فهذه المفاهيم أنزلت الإله إلى هذا الكون، بوظيفة تاريخية محددة وموضع معين، الأمر الذي اختزله في كونه مجرَّد إله، وجعل النفس تنتقص من الإحساس بالرهبة والتقديس الذي لا بد أن تشعر به عند ذِكر الله، وهي التي خُلِقَتْ لتشعر به. ولن يكون هناك حلٌّ أقل من إعادة الاعتبار لله تعالى بوصفه العظيم والأحد والفرد والواحد، وبوصفه خالقَ وحاكمَ الكون وكل ما فيه.