登入選單
返回Google圖書搜尋
註釋

ظهرت في السنوات القليلة الماضية محاولات فكرية جادة تحاول اللحاق بحقل جديد هو الإدارة الإلكترونية، أو كما تسمى في بعض الأحيان »الإدارة الرقمية« أو »إدارة الأعمال الإلكترونية«.

ظهور الإدارة الإلكترونية جاء بعد التطور النوعي السريع للتجارة الإلكترونية والأعمال الإلكترونية وانتشار تطبيقات الإنترنت وشبكة المعلومات العالمية (www). بمعنى آخر، إنّ انبثاق حقل الإدارة الإلكترونية بعد الانتشار الواسع لنماذج الأعمال الجديدة والاستخدام المكثّف للأعمال الإلكترونية، والنمو الانفجاري للتجارة الإلكترونية والأنشطة الرقمية الأخرى يشير إلى حاجة هذه المجالات وما يرتبط بها من تكنولوجيا ونظم وأدوات إلى إدارة حديثة تستند إلى فكر إداري خلاّق، ومنهج جديد في العمل، وممارسات مبتكرة، وحلول شاملة للأعمال. أي باختصار إلى إدارة إلكترونية.

هنا لابد أن نشير إلى أن الباحث يميل إلى استخدام مصطلح الإدارة الإلكترونية بدلاً من مصطلح الإدارة الرقميّة، لأسباب كثيرة أهمها أن الفكرة الجوهرية التي يستند إليها هذا الكتاب تتلخص بأن الإدارة الإلكترونية لها بعد إدارة الأنشطة الإلكترونية لمنظمات الأعمال (الأعمال الإلكترونية e-Business والتجارة الإلكترونية e-Commerce) وبعد الإدارة العامة الإلكترونية (بمعنى الإدارة العامة للأنشطة الإلكترونية ونموذجها الحكومة الإلكترونية) في المنظمات العامة. ومن ثم فإنّ وضع حقول ومصطلحات الأعمال الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، والإدارة العامة الإلكترونية في سياق واحد يتطلب استخدام مصطلح الإدارة الإلكترونية بدلاً من الإدارة الرقمية مع الإشارة أيضاً إلى أنّ الإدارة الإلكترونية تتعامل مع جميع أنماط التكنولوجيا الحديثة سواءٌ كانت تكنولوجيا رقمية أم غير رقمية.

وفي كل الأحوال، وبغض النظر عن التسميّات، فقد جلبت الإدارة الإلكترونية معها تغيّرات جذرية متنوعة في منظمات الأعمال، والأسواق، والصناعات، والمجتمعات الإنسانية، وقبل ذلك، تغيّرات في نظريات الإدارة والتنظيم وإستراتيجيات استثمار نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومع الإدارة الإلكترونية تتغير بيئة الأعمال، وتزداد تأثيرات العولمة والمنافسة الكونية في ظل انبثاق مجتمع واقتصاد القرن الواحد والعشرين – مجتمع واقتصاد المعرفة والإنترنت.

لذلك وضمن هذا السياق نُقدّم كتاب الإدارة الإلكترونية إلى المكتبة العربية وإلى طلبة أقسام نظم المعلومات الإدارية، وإدارة الأعمال. وتكنولوجيا المعلومات والشبكات في الجامعات العربية انطلاقاً من قناعة راسخة مضمونها أن أساس دراسة هذه الحقول العلمية والتطبيقية والتخصصات الأكاديمية يجب أن يرتكز عل فهم حقيقي لعلاقة تكنولوجيا المعلومات بالأعمال وتكنولوجيا الشبكات والاتصالات بالإدارة.

من ناحية أخرى، ونظراً لعدم وجود تخصص أكاديمي منفرد يستوعب كل أبعاد وأوجه الإدارة الإلكترونية، نجد صعوبة في دراسة حقل الإدارة الإلكترونية من دون الانغماس بعمق في تحليل روافد التخصصات الأكاديمية الأخرى ذات العلاقة بالإدارة والتكنولوجيا والأعمال وهي تَصب جميعها في نهر المعرفة بالإدارة الإلكترونية ودورها في تنمية وتطوير مجتمع واقتصاد المعلومات والمعرفة وابتكار نماذج الأعمال الجديدة.

تأسيساً على ما تقدم، تم تنظيم فصول هذا الكتاب لكي تغطى كل الأسس النظرية والتقنية والعملية لحقل الإدارة الإلكترونية وتطبيق نظم وأدوات الإدارة الإلكترونية في منظمات الأعمال أو المؤسسات العامة.

الفصل الأول: تضمّنَ دراسة أساسيات الإدارة الإلكترونية وتحليل للمفهوم والمرادفات وخاصة التمييز بين الأعمال الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، ومناقشة عناصر الإدارة الإلكترونية، وأهمية الإدارة الإلكترونية ومراحل تطور الإدارة الإلكترونية.

في الفصل الثاني: تناول الباحث دراسة البنية الشبكية للإدارة الإلكترونية، وخاصة تكنولوجيا الإنترنت، وتكنولوجيا الشبكة الداخلية (Intranet) والشبكة الخارجية (Extranet) ووظائفها وأهدافها ودورها في تكوين معمار المنظمة الشبكية وعملياتها الإدارية في البيئة التنظيمية وبيئة الأعمال.

الفصل الثالث: تضمّن دراسة وتحليل منظومات الإدارة الإلكترونية التي تم تصنيفها إلى ثلاثة فئات رئيسة هي (1) نظم دعم القرارات الإدارية، (2) نظم الدعم الذكي للقرارات، (3) نظم دعم العمليات الإدارية.

وتناول الفصل الرابع: حقل الأعمال الإلكترونية من خلال دراسة مفهوم الأعمال الإلكترونية في ضوء أربعة مجالات أساسية تعمل فيها نظم الأعمال الإلكترونية وهي (1) إدارة سلسلة التوريد. (2) إدارة العمليات الداخلية، (3) إدارة علاقات الزبائن. (4) إدارة شبكة القيمة. وتضمن الفصل مناقشة أهمية الأعمال الإلكترونية، وتحليل شبكة القيمة للأعمال الإلكترونية، وإستراتيجية تطوير وتطبيق الأعمال الإلكترونية ونماذج الأعمال الإلكترونية.

الفصل الخامس: تناول حقل الإدارة العامة للأعمال الإلكترونية أو الإدارة الإلكترونية الحكومية (الحكومة الإلكترونية). وقد تضمن الفصل المباحث التالية: مفهوم الحكومة الإلكترونية ومبرراتها، أهداف الحكومة الإلكترونية. مبادئ تطبيق الحكومة الإلكترونية، المجالات الرئيسة لأنشطة الحكومة الإلكترونية، مداخل تطبيق الحكومة الإلكترونية واستراتيجيات الحكومة الإلكترونية.

وارتكز الفصل السادس: على دراسة ثلاث مسائل رئيسة هي: تحليل التحديّات التي تواجه عملية تطبيق الإدارة الإلكترونية، متطلبات العمل بالإدارة الإلكترونية، الفرص الرقميّة التي تنبثق عن تطبيق برامج الإدارة الإلكترونية مع التركيز على فرص التعاضد بين الإدارة الإلكترونية والمعرفة ونماذج الأعمال الجديدة.

وفي الفصل السابع: تناول الباحث محدّدات تطبيق الإدارة الإلكترونية في البيئة العربية وقد جرى التركيز بصفة خاصة على المحددات التكنولوجية، والمحددات الثقافية، والمحددات الاجتماعية والاقتصادية. كما تناول فرص نجاح تطبيق الإدارة الإلكترونية في البيئة العربية.

وأخيراً تضمن الفصل الثامن: دراسة أهم التجارب الرائدة في تطبيق مشروعات الإدارة الإلكترونية. وقد اختيرت التجربة الأمريكية (إستراتيجية الحكومة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية)، والتجربة الإيرلندية (الإدارة الإلكترونية والتحول إلى اقتصاد المعرفة) وتجربة سنغافورة (الإدارة الإلكترونية في الجزيرة الذكية). إلى جانب دراسة تجارب إلكترونية عربية مثل مشروع الحكومة الإلكترونية في الأردن، والتجربة المصرية (مركز دعم القرار والمعلومات). وتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة (التحول إلى الإدارة الإلكترونية واقتصاد المعرفة). وينتهي الفصل بمبحث دراسة وتحليل عوامل النجاح الجوهرية لمشروعات الإدارة الإلكترونية