登入選單
返回Google圖書搜尋
السيرة الذاتية لفتاة ليل
註釋

انتهى كل شيءٍ كأن لم يكن في تلك الليلة المطيرة من شتاء الإسكندرية، خمدت نيران غريزته في لحظة كأنها لم ترهقه طوال الأسبوع الماضي ولم تتأجج ملتهبة حتى لحظات مضت، وهكذا حاله مع البغايا دائما، فذئب الرغبة الذي ينبح في كل خلية من خلايا جسده لا يلبث أن يتثاءب وينام بعد أن يقضي وطره، تاركاً صاحبه وهو يتوق للنوم هو الآخر، غير أن النوم بينما فتاة ليل ترقد بجواره قد تعقبه صدمة في الصباح التالي، يفجع فيها باختفاء ما خف حمله وغلا ثمنه من شقته العريقة المشرفة على ميدان الخرطوم في قلب الإسكندرية، حكمة تعلمها من سنوات التسول العاطفي، لهذا تمنى دائما لو ابتكر لنا الأمريكان "بغايا ورقية" كتلك المناديل والمحارم الورقية، بحيث يكون بوسعه أن يكومها بيده ويلقي بها من النافذة بعد أن يطفيء لهيب شهوته، فقد سمع ذات مرة في إحدى الفضائيات شيخا يقول أن الله سبحانه قد سخر لنا الغرب الكافر ليبتكر لنا ما نحتاج إليه، لنرتاح نحن ونستهلك على الجاهز! لكن العلم مازال قاصرا في هذا المضمار، فليس من بائعات الهوى بد لمن كان مثله، أو هكذا يعتقد .