"في الحقيقة أنّني مهما اشتقتُ لنفسي القديمة فهي لن تعود! وأنتم كذلك! فكيف ستعود لهذا الإنسان الحالم الضّاحك البسيط والضّعيف الذي هو بحاجةٍ دائمةٍ للحماية والأمان وقد اجتزتَ مراحل كثيرة في هذه الحياة؟!!
فكم من جبالٍ وصِعابٍ تسلّقتَها واجتزتَها، وكم من أوحالٍ غرستَ فيها، وكم من جدار أقمتَه وانقضّ على رأسك؟! وهذه الأمواج اللّعينة التي لاطمتَها وتعلّقتَ بقشّة ما لبثت أن قصَمتْ ظهرك، فكيف بعد كلّ هذا ستعود أنت الماضي؟!
أنتَ لا تشتاق إلّا للتّخلّص من كلّ أوجاعك ومعاناتك مع الحياة، ولم تختبر ذلك إلّا في بداية رحلتك، في لحظات لقائك الأولى حين ضحكتْ لك الحياة في مصافحة ما قبل المباراة، وهذا كلّ شيء!"