يأتي هذا التحقيق لرسالة في الأخلاق، والآداب الإسلامية استجابة لتغيرات الواقع، وتحوّلات الحياة في ظل ما مرّ به بلده العراق بعد عام 2003م؛ ليكون صورة لهذا الواقع كحال من تفاعل مع الأحداث بنظم قصيدة، أو كتابة رواية، أو أية وسيلة من وسائل الفن المتنوعة . كما يحيل هذا التحقيق إلى أصوله الدينية التي تربّى عليها في قريته، وإلى أصول بيئته الملتزمة بعاداتها، وتقاليدها. هو أيضا يدعم موقفه من التراث ؛فعلم التحقيق العلم الوحيد الذي ما زال في أمسّ الحاجة إلى نشر قواعده وأصوله؛ لما كان من أثر عتيِّ للتيار المنحدر نحو النفعية في عالم طباعة الكتب ونشرها.
ولعل رسالة الوصف الذميم في فعل اللئيم التي أخرجها، وهو الناقد الشاعر والمُتلمّس لفضائل الخصال المتتبع لأصالة الأقوال، والأفعال؛ حققت بعض ما كان يصبو إليه؛ فقد بذل في تحقيقها الجهد المضني؛ ولما كانت الأشياء تتمايز بأضدادها؛ فقد عكست الرسالة صورة الكريم أيضا؛ لتكتمل جوانب الصورة في الدعوة لكريم الخلال، وتجنب السيئ من الطباع.
وقد تنوعت مصادر الرسالة فهي تستقي من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن أقوال العرب، وقصصهم، وحكاياتهم، وتفاسيرهم، وفقههم، ولغتهم، وأمثالهم، وقد كثُر ذكرُ الإشعار في مواردها، مما أضفى الطراوة عليها، وحجب عنها الملل، ورفع عنها الكلل، فقارؤها لا ينفك عنها إلا ويرى نفسه بما أتى به آخرها.
أ.م.د.يونس يحيى عبدالله
أستاذ علم النص