يستعرض هذا الكتاب المثير ظاهرة الإرهاب كجزء أصيل من تاريخ البشرية، متتبعًا جذورها الممتدة منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث. يبدأ الكتاب بتحليل التحول الحاسم الذي شهده الإرهاب خلال الثورة الفرنسية، حين تحول من أفعال فردية إلى أداة سياسية منظمة ارتبطت بأسماء بارزة مثل روبسبير وسان جوست. ومنذ ذلك الحين، اكتسب الإرهاب أشكالًا متعددة، تجاوزت الصراعات المحلية لتشمل علاقات دولية وصراعات حضارية.
يخصص الكتاب جزءًا كبيرًا لدراسة الإرهاب المنظم الذي نفذه جهاز الموساد الإسرائيلي، موضحًا هيكليته وأهدافه وعملياته السرية التي تشمل التجسس، الاغتيالات، والحرب النفسية. كما يتناول نجاحاته وإخفاقاته، مسلطًا الضوء على عملياته المثيرة للجدل التي تجاوزت الحدود الأخلاقية والدولية.
من خلال هذا الطرح العميق، يربط الكتاب بين الإرهاب السياسي وأبعاده المعاصرة، مقدمًا رؤية شاملة حول كيفية تطوره ليصبح أداة استراتيجية تخدم مصالح الدول والمعسكرات الكبرى. إنه كتاب يفتح باب النقاش حول علاقة السياسة بالإرهاب، ويضع القارئ أمام تساؤلات عن حدود القوة والتأثير في عالم مضطرب.