هذا هو الكتاب السابع من سلسلة: «مقدمة في التصور الإسلامي» للأستاذ مطهري، الذي عُرِفَ بأنه رجلٌ إحيائي؛ ممن يستهدفون إيقاظ الشعور وشحذ الضمير، وإعادة الإنسان إلى مساره الصحيح؛ سالكًا إلى الله بخلافته في الأرض. ويُعَدُّ الحديث عن «الحياة الأخرى» بعد الموت، جزءًا فطريًّا لا يتجزأ من النسق الفكري لأي مفكر مسلم مخلص؛ فما لم يعرف الإنسان مصدر وجوده، والمآل الذي يمضي إليه بعد هذا الوجود الدنيوي؛ لقعد عن السير، وعجز عن تجاوز نفسه وشهواته الآنية.
إن أعظم دوافع الإنسان إلى تجاوز واقعه، والإقبال الجسور على الحركة في الوجود؛ هو إيمانه بيوم آخر يُرَدُّ فيه إلى الله، فيوفَّى جزاء استقامته على أمر ربه.