ولا يمكننا أن نشك في أن التفكيك، باعتباره تفكيكا وبناء في نفس الوقت، وكهدم إبداعي، سيكون قادرا دائما على إشباع عاطفة الناقد جماليا نظرا لقدرته على إحداث صدمات جمالية. كما سيكون بمقدوره تقديم العديد من الإجراءات العلمية لمواجهة عناد الأفكار والآراء.

 الفلسفة المتعالية التي تدعي الصلابة والتماسك.

 فالتفكيكية إذن كانت ولا تزال قادرة على فضح عيوب وخداع وحيل الأفكار والآراء المؤسسية، فهي لا تجد فيها أي حرج علمي، كما أنها تمتلك ضمن آلياتها قدرة فائقة على توليد آراء محرجة. أسئلة، مع أنها، رغم كل مؤهلاتها، لا تدعي أبدًا أنها تمتلك الحق. فهو في تقرير النتائج أو وجوب إصدار الأحكام، يشكك حتى في آلياتها ومنطلقاتها ونتائجها، لأن التفكيك منهج جدلي بامتياز يبحث عن الأفكار الرديئة لإغنائها، ويهدف إلى الأفكار الكبرى لتجريدها منها. فرط حرمتهم، فيواجه الفكرة بنقيضها ويدافع عن كليهما. ثم لا يبت بعد ذلك في الرأي، ويترك الحكم معلقا، لكن هذا لا يعني أبدا أن التفكيك عدمي أو عبثي. لا، فهو بعد كل عملية قرآنية عميقة وجادة، يحتفظ بالأفكار والآراء التي نجت من الغربلة الصارمة التي قام بها، ليضعها جانباً ليبني عليها. هذا ما يمكن أن نسميه عمل التفكيك والبناء، ولكن بعد ذلك يظل التفكيك يعود إلى تلك الأفكار المقنعة التي...

 لقد أخرجها وأخرجها، ليواجهها بأسئلة اكثر صرامة لتقويضها.