يضطلع المؤلف -مثله مثل أغلب المصلحين في عالمنا الإسلامي- بمحاولة تصحيح التصورات الباطلة، وتقويض هيمنتها. فيواجه الأفكار المنحرفة والمفاهيم المغلوطة، التي تُفضي إلى تثبيط العزائم وتجميد الهمم. وهو في ذلك ينطلق من مُسلَّمة ضرورة تغيير هذه التصورات -ونشر التصور الإسلامي السليم- بوصفها المقدمة الطبيعية لأي تجديد منشود.
وقد كانت مناسبة حديث الأستاذ مطهري عن الإحياء والتجديد، هي تعليقه على كتاب العلامة محمد إقبال اللاهوري: «تجديد الفكر الديني في الإسلام»؛ فخالفه في مسائل، وحاول تدارُك هفواته في أخرى، وأقرَّه في بعض ما ذهب إليه.
ومكمن أهمية هذا التناول الموجز لموضوع عظيم الأهمية، مثل مسألة التجديد؛ أنها قضية راجت في عصرنا الأخير واتسع نطاقها، وأضحى الزنادقة يُسمون أنفسهم مجدِّدين، ليُخرجوا الناس من دين الله بدعوى التجديد؛ فلزم بيان المسألة لرد تُرهات الأدعياء.