كتب الدكتور أحمد الريسوني، في تقديمه للكتاب يقول:
إن العناية البالغة بالمقاصد ليست شيئًا سوى الفهم عن الله وتحري مراد الله، وهذا هو تمام الفقه، أو هو "فقه الفقه"، بتعبير الزركشي، وهذا في الحقيقة إنما هو فقه الأولين، ومنهج الصحابة والتابعين....
تذكرتُ هذه المعانيَ الشريفةَ، وهذه الأقوالَ الكريمة، وأنا أُجِيلُ النظرَ وأقلّبُه في كتاب (رؤى مقاصدية في أحداث عصرية) للأخ العزيز الدكتور وصفي عاشور أبو زيد؛ فهو بحمد الله سائـرٌ على هذا النظر، مُقْتفٍ هذا الأثر.. وكلُّ ما هنالك أنه أعملَ هذا النهجَ في القضايا الآنيةِ لأمته، وصاغه بخطاب أهل زمانه؛ فالمنهجُ هو منهج المتقدمين، ولكن القضايا هي قضايا المعاصرين.. والدكتور وصفي عاشور - كالعهد به - يُمَدِّدُ ويوسّعُ إعمالَ المقاصد، ويزرعُ روحَها، ويُشيعُ أنوارَها، أينما حلَّ ونزل، وحيثما نظر وتكلم.. بل إني أزعم أنه أصبح لا يستطيع النظرَ إلا بنظّارة المقاصد.
ولهذا الكتابِ ومقالاتِه مزيةٌ أخرى، وهي تقريب مقاصد الشريعة؛ ليستفيدَ منها جمهورُ القراء والمثقفين، ولا تَبْقَى محصورةً في دائرة بعض المتخصصين، فالكتابُ يحققُ الشيءَ الكثير من تقريب المقاصد، ومن تطبيق المقاصد، في مختلف القضايا الفكرية والنوازل العصرية، تقبل الله من مُؤلِّفِه، وشكرَ له، ونفع به!