جاء عنوان هذا الكتاب النقدي "البنية والأسلوب" ليكون أساسًا للرؤية النقدية في الدراسات التي اشتمل عليها، فقد انطلق المؤلف في قراءاته من منظور جمالي، يتمثل في التعامل مع النصوص أيًّا كانت أدبية أو نقدية أو بلاغية، من بُعدين: البنية والأسلوب، أو بعبارة أخرى: البُعد الرأسي ويتمثل في البنية الكلية للنص، والبُعد الأفقي والذي نجده في أسلوب النص. فينظر الناقد إلى النص رأسيًا ليتوقف عند بنائه، ويعمد إلى الأسلوب ليتعرف على خصائصه وجمالياته.
ومن خلال التحليل للبُعدين، تتضح الكثير من الدلالات والرؤى التي يحتويها النص. فالنص أيًّا كان لا يمكن الاقتصار في دراسته على الجانب المضموني / الطرح فقط، وإنما هناك أبعاد أخرى يجب النظر إليها وتحليلها، مثل بنية النص الكلية وكيف عبَّرت عن الرؤية المطروحة، في ترتيب الفصول، وطريقة البرهنة والتدليل، والترتيب في محاور وفقرات وفصول، وأيضًا دراسة أسلوب التعبير النصي، وأبرز سماته ومدى توفيق المؤلف/ المنشئ في التعبير عن القضايا المطروحة.