يقدم لنا هذا الكتاب رؤية تقييميه شاملة للخبرة السياسية لنظام الخلافة الإسلامية، سواء نظريته العامة وإطاره الفكري، أو في تجليها التطبيقي عبر نماذج تجسد أنماط ومراحل التطور المختلفة في مسار الخلافة.
إن التساؤلين الأساسين اللذين كرست لهما الباحثة هذا الكم الكبير من الصفحات وسنوات عديدة من المبحث هما: ما مدى شريعة بنية ونهج مؤسسة الخلافة التي مثل هذا الفقه الإطار الفكري الحاكم لها؟
تتميز هذه الدراسة بمنهجها البحثي الموفق، في تلفت الاهتمام إلى إستراتيجية البحث التجديدي القائم على النقد والبناء. وقد التزم البحث الرصانة في الإجابة عن السؤالين السابقين، فلم يعكس تفريطاً أو إفراطاً. ونرى في هذا البحث كيف يتأثر الباحث الاجتماعي بالمناهج التراثية من الاستدلال والاستنباط الفقهي أو منهج البحث الفكري والجدل في علوم التوحيد فيعدها ضمن أدواته الموظفة في البحوث الاجتماعية. كما تتميز الدراسة بتحررها من مسألة خطيرة، مثلت عقيدة في قضية أسلمه المعرفة وبحوث التجديد، ألا وهي قضية الاستعانة بالأدوات المنهجية الغربية خاصة إذا ما طبقت في بحث ظواهر إسلامية, وفي إطار وعي جلي بمخاطر هذا التطبيق وتحديد شروط سلامته وإجراء لما يستدعيه هذا التطبيق من تعديلات مكن الباحثة ان تقدم نموذجاً لإفادة الدراسات والبحوث الإسلامية من مناهج وأدوات منهجية غريبة.