يعد هذا الكتاب المعنون بـ: (مجدول في القراءات الشاذة) من الكتب المهمة لطلبة القراءات القرآنية والباحثين في هذا العلم كونه كتابا لعالم جليل وهو ابن خالويه (ت 370هـ) ولما حواه الكتاب من قراءات شاذة في غاية الأهمية إذ بين المؤلف فيها كيفية القراءة وقرّائها، كما تكمن الأهمية في تصحيح العنوان، فقد وقع اللبس فيه فكان على وفق ما نشره برجشتراسر (مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع) وهذا العنوان لا يصح أن يصدر من عالم جليل كابن خالويه، وقد عمدنا الى دراسة هذا العنوان وتحليله بعناية فائقة حتى خرجنا إلى العنوان المذكور على الغلاف الذي وجدناه أقرب ما يكون الى جادة الصواب وأقرب ما أراده المؤلف، وتكمن أهمية هذا الكتاب كونه يعد أقدم كتاب في القراءات القرآنية الشاذة جاء مجدولا ومرتبا على وفق تسلسل السور والآيات في المصحف الشريف، وهنا سيجد القارئ الكريم في هوامش الكتاب تفصيلا لكل شاردة وواردة في بيان ما اختلف فيه من القراءات وما نسب من قراءات لغير أصحابها فضلا عن الموازنة المحكمة بين النسخ وما وقع فيه المحقق المستشرق من وهم وتصحيف وتحريف وما إلى ذلك مما يحتاجه القارئ في إيضاح مبهم وتبيين غامض وترجمة قارئ، وأسأل الله أن أكون قد وفقت في هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وعليَّ يقع حكم المجتهد فإن أصبت فبتوفيق من الله وإن أخفقت فحسبي إني بشر أخطئ وأصيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.