يقدم نظرية الفن الإسلامي بوصفها تلك الأفكار والآراء والرؤى والتفسيرات المتعلقة بالظاهرة الفنية الإسلامية، بكل مفاهيمها وعلاقاتها وتحولاتها، فضلاً عن طبيعتها البنيوية والصفاتية والوظيفية، التي أبدعها صانعو هذه الظاهرة، أو نظَّر لها علماء الجمال وفلاسفة الفن المسلمون القدامى، أو قدَّمها دارسوها المحدثون تحليلاً وتأصيلاً.
وتكشف قراءة هذا الكتاب النقدية المعمّقة لذلك الخطاب المعرفي الخاص بالبحث عن نظرية الفن الإسلامي أو بالبحث في هذه النظرية، عن تباين الأفكار والآراء والرؤى والتفسيرات المتعلقة بها، وعن اختلافها بين العموم والخصوص، أو بين الإجمال والتفصيل، أو بين كليات الفن الإسلامي الفكرية والفلسفية والجمالية والدلالية، وبين جزئياته الفنية والعلمية والنقدية المتعلقة بأجناسه وأساليبه وتقنياته وأعماله الإبداعية.
وتدور رحى دراسات هذا الكتاب على الرؤية الفلسفية والمنهج العلمجمالي النقدي، اللذين يفتحان أمام البحث العلمي المتعلق بالفن الإسلامي أبواباً ومجالاتٍ وموضوعاتٍ هي أقرب ما تكون إلى علوم اللغة والدلالة والرمز والثقافة والقيم والاجتماع والتواصل، فضلاً عن علم عناصر الفن الإسلامي وبنيته المعرفية.