登入選單
返回Google圖書搜尋
رهان العقلانية العرية والفضاء الفلسفي المفتوح
註釋

عَلَى رَأْسِ كُلِّ جِيلٍ يَقِفُ السُّؤالُ مُنْتَصِبًا يُعيدُ نَفْسَهُ وَكَأَنَّهَا لَحْظَةُ المِيلَادِ الأُولَى : لِمَاذَا تُقَدِّمُ الغَرْبُ وَتَخَلَّفُ العَرَبِ وَالمُسْلِمِينَ ؟ سُؤالٌ يَأْبَى أَنْ يُغَيِّرَ وَضَعَهُ لَكِنْ مَعَ كُلِّ جِيلٍ يَزْدادُ قَسْوَةً وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْلُغَ رِسالَةً مَا ؟ إِنَّهُ ذَنْبُ العَقْلِ الجَمْعيِّ المُشْتَرَكِ لِأُمَّةٍ تَتَبَاكَى وَلَا تَبْكِي عَنْ أَوْحَالِ حاضِرِها وَمُفاجَآتِ غَدِها ، أُمَّةً تَتَغَذَّى عَلَى قُشُورٍ غَيْرِها مُنْبَهِرَةً وَعاجِزَةً عَنْ ادَّارِكَ سُبُلَ نَجْدَتِها ، لَكِنَّها تُجيدُ نَقْدَ بِضاعَةِ الأُخَرِ وَفِي الوَقْتِ ذاتِهِ تَعِيشُ عَلَى ثَقافَتِهِ وَموضَتِهِ وَلَمْ تَلْحَقْ بِمُعْجِزاتٍ عَقْلِهِ الْأَدَاتِيِّ ، إِنَّهَا الأُمَّةُ اَلَّتِي يَتَراجَعُ فِيهَا خَلْقُ التَّفاخُرِ بِمُنْجَزاتِها الحَضاريَّةِ والْعِلْميَّةِ لِصَالِحِ الغَرْبِ ، إِنَّهَا الأُمَّةُ اَلَّتِي تُنْكِرُ ذاكِرَتَها وتَمَزَّجُ بَيْنَ أَصالَةٍ وَمُعاصِرَةٍ بِمَنْطِقِ التَّغَلُّبِ والِاسْتِعْلاءِ لَا واجِبَ الدَّعْوَةِ لِاسْتِدْراكِ الخَلَلِ ، إِنَّهَا الأُمَّةُ اَلَّتِي تَقَلَّصَ فِيه فِعْلُ الأَمْرِ والْعَمَلُ وَعَنْ النَّهْيِ تَخَلَّتْ وَبِاَلْتَقْليدِ انْشَغَلَتْ وَمَا مَلَّتْ ، لَكِنَّها مَلَّتْ مِنْ تَارِيخِهَا بِحُجَّةِ الخِلافِ اَلَّذِي يَكْبُرُ وَيَتَمَدَّدُ دُونَ أَنْ نَجِدَ عَقْلًا يُجَفِّفُ أَوْديَةَ التَّفَرُّقِ والتَّمَزُّقِ نَحْوَ التَّوافُقِ وَاَلْتَضافُرِ لِأَجْلِ اسْتِبْصارِ أَوْضاعِنا والدَّفْعِ بِهَا نَحْوَ أَمَلِ العَمَلِ والتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ سَبَبٍ يَعودُ بِنَا إِلَى لُغَةِ اللَّعْنَةِ وَحَياةِ الشَّتَاتِ والْخَوْفِ وَسياسَةِ التَّبَعيَّةِ المُفْتَعَلَةِ بِتَهْمِيشِ العَقْلِ الفاعِلِ وَتَشْجيعِ العَقْلِ اَلْمُنْفَعِلِ إِنَّهَا الأُمَّةُ اَلَّتِي تَرَى الأُفُقَ دائِرَةً - مُغْلَقٌ - لَا خَطَّ مُمْتَدٌّ - مُنْفَتِحٌ - إِنَّهَا أُمَّةٌ فِي إِجازَةِ مَدْفوعَةِ الأَمَدِ شَرْطَ أَنْ لَا تُفَكِّرَ حَتَّى لَا تُقاوِمَ وَتَنْهَضَ وَتَتَقَدَّمُ لَيْسَ تَحامَلًا إِنَّمَا تَوْصيفًا لِحَقائِقَ تَرْفُضُ الجِلْدَ وَتُقْبَلَ بِالْمُدَاهِنَاتِ.

الدكتورة "وفاء برتيمة"