تنفرد هذه الدراسة بالحديث عن واقع التنمية السياسية في دول العالم النامي كونها تشكل واجهة للتخلف بكل أبعادها وأشكالها في ظل غياب ما يسهم في تطويرها وتقدمها على خلاف التقدم الذي نراه في دول العالم الأول. لذا ظلت النظريات والمقاربات بين الغرب والشرق في إطار الحرب الباردة تبحث عن أرضية لها بل كقواعد أيديولوجية واقتصادية واجتماعية وسياسية من أجل تصدير نموذجها الحضاري- التاريخي من زاوية نظر جيو استراتيجية. ولعل الصراع في ذات السياق هو احتواء دول العالم النامي من زاوية نظر خارجية خاصة بعد خروجه من نير الاستعمار ودخوله نور الاستقلال من أجل احتوائه وفق ''سياسات تنموية '' هو بعيداً عنها كل البعد.
لذا تحتل دول العالم النامي أرض خصبة من منظور العالم الخارجي وما تصارع النظريات وتباينها في سبيله ما هو إلا محاولة لربط مصيره بالخارج في إطار التبعية وما تحمله من معنى ومدلول على أساس التحديث والحداثة. بكلام آخر يعني الحديث عن حدود التنمية السياسية. وعليه فإن فشل كل ما دعا إليه الآخر في ظل عجز علماء ومنظري الدول النامية على خلق نظريات تكون صالحة لبلدانهم تبقى الرهان الأكبر حول مقاصدها وأبعادها في ظل الفشل البنيوي الذي يبقى يهدد وجودها.