التعريف بالكتاب : هو عبارة عن شرح مستوف وبديع لبردة المديح للإمام البوصيري، التي أخذها سماعا عن شيوخه بسنده المتصل إلى الناظم، ولم يُسبق في طريقة شرحه ومنهجه، وجعل الكلام على ما شرحه من أبياتها في سبع تراجم : أوّلها : الغريب؛ في شرح لغات الألفاظ المفردة، وما يتعلّق بها من التّصريف. ثمّ التّفسير؛ في شرح المعنى المقصود من تراكيب الجمل. ثمّ المعاني؛ في ذكر حكم خواص الكَلِم المستعملة في ذلك التّركيب دون غيرها إفرادا وتركيبا. ثمّ البيان؛ في ذكر وجوه ذلك التّركيب من وضوح دلالته على المعنى المراد، وبيان الحقيقة منه والمجاز، وما ينخرط في سلك ذلك المعنى من ذلك الفنّ. ثمّ البديع؛ في ذكر وجوه ما في ذلك التّركيب من المحاسن اللّفظية والمعنوية. ثمّ الإعراب؛ فيذكر منه الوجوه القويّة الظّاهرة دون غيرها، وهي ترجمة معِينة على فهم معاني الأبيات. ثمّ الإشارات الصّوفية؛ وذكر منها ما يمكن أن يكون إشارة ظاهرة إلى المعنى المذكور. والكتاب من أواخر تصنيفاته. ولهذا قال عنه الإمام المقري في كتابه "نفح الطّيب" : «وأمّا تواليفه فكثيرة؛ منها شروحه الثّلاثة على البردة، وسمي الأكبر "إظهار صدق المودة في شرح البردة" واستوفى فيه غاية الاستيفاء، وضمّنه سبعة فنون في كل بيت».
عملي في التحقيق : اعتمدت في تحقيق الكتاب على سبع نسخ خطية أصلية، إحداها كتبت في حياة المؤلف سنة (834ه). وقمت بالمقابلة بين النسخ، وعزوت المنقولات إلى أصحابها من المصادر التي رجع إليها ابن مرزوق في الغالب، وخرجت الآيات والأحاديث مع بيان درجتها، وعلقت على النصوص إذا استدعى الأمر ذلك، وزودت الكتاب بفهرس للموضوعات ومصادر التحقيق.