登入選單
返回Google圖書搜尋
رسالة من القبور
註釋قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: "خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالَم من المصائب الشديدة، والبلايا العظيمة، التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة فقلت: سبحان الله! إن الله أكرم الأكرمين، والكرم يوجب المسامحة ، فما وجه هذه المعاقبة تفكرت ، فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم ، لا يتصفحون أدلة الوحدانية، ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه، بل يجرون على عاداتهم كالبهائم، فإن وافق الشرع مرادهم، وإلا فمعوّلهم على أغراضهم ، وبعد حصول الدينار ، لا يبالون أمن حلال كان أم من حرام وإن سهلت عليهم الصلاة ، فعلوها ، وإن لم تسهل تركوها ، وفيهم من يبارز بالذنوب العظيمة، مع نوعِ معرفة المناهي ، وربما قويت معرفة عالِمٍ منهم، وتفاقمت ذنوبه، فعلمتُ أن العقوبات وإن عظمت ، فهي دون إجرامهم فإذا وقعت عقوبةٌ لتمحِّص ذنباً، صاح مستغيثهم: تُرى هذا بأي ذذن؟ ، وينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه، فقد يُهان الشيخ في كِبره، حتى ترحمه القلوب، ولا يُدرى أن ذلك بإهماله حقَّ الله تعالى في شبابه فمتى رأيتَ معاقَباً ، فاعلم أنه لذنوب) ؛  فليخشى من أمّن نفسه برحمة ربه وقال إن الله غفور رحيم أن يدركه الموت بغتة وهو على المعصية أو في نومه أو قاعداً فالله يأخذ بالذنب رغم عفوه وغفرانه ولكنه شديد العقاب