من المجالات الشّرعيّة التي برزت فيها أقلام العلماء والباحثين بالنّظر والدّراسة، مجال دراسة مناهج الفقهاء والأصوليّين الذي له أثر كبير في معرفة نزعة الفقهاء في اجتهاداتهم وأصولهم التي يرجعون إليها، كما له أثر على حركة الفقه وتجديده في كلّ عصر من دون قطع الصّلة مع الأوّلين، ومنه يمكن أن تساهم هذه الدّراسة في إثراء المحتوى العلميّ فيما يتعلّق بدراسة المناهج الفقهيّة لعالمٍ من علماء المالكيّة خصوصًا أو عالمٍ من علماء الأمّة عمومًا.
وتظهر أهمية الدّراسة أيضًا من حيث إنّها تساعد الباحثين والطّلبة في المناهج الفقهيّة على التّعرف على المبادئ الموجّهة والأسس أو العناصر التي ينطلق منها الباحث لدراسة منهج من مناهج الفقهاء الذين انتشرت أقوالهم وعرفت اجتهاداتهم من بطون مؤلّفات المذاهب، كابن الجلّاب في المذهب المالكيّ الذي لم يترك من الآثار إلّا كتابًا فريداً في المختصرات الجامعة.