: فإن من المؤكد أن حجر الأساس لبناء الحضارة في أي مجتمع، إنما
يرتبط بالأساس الفكري عند الإنسان ،كما أن لكل نظام في الحياة، أو معالجة لمشاكل
الإنسان ،قاعدة فكرية ينبثق عنها أو يبنى عليها؛ سواء أكان هذا الأساس الفكري
عقيدة دينية ، أم تصو ا رً فلسفياً ، ومن هنا فإن معايير السلوك وأنماطه، ونظم الحياة
وعلاقات البشر ؛ إنما ترتبط حتماً بالمفاهيم الأساسيّة عن الكون والإنسان والحياة،
وعلاقتها جميعها بما قبلها وما بعدها ، إلى جانب ما يرتبط بذلك من مفاهيم عقديّة
أساسية. فكما أن صلاح الفرد يكون بصلاح عقيدته، وصفائها ونقائها في نفسه فكذلك
المجتمع يسمو ويرتفع؛ أو يهبط إلى وهدة الانحطاط تبعاً للعقيدة التي يقوم عليها.