«أقوم كلَّ عام برحلةٍ أعتبرها تجرِبةً عملية واقعية أخوضها بنفسي وتحت مسئوليتي وعلى نفقتي الخاصة لأتعلَّم الشيءَ الكثير، بل وأقصى ما أستطيع أن أتعلَّمه، وكي يتعلَّم معي غيري ممَّن يؤمنون مثلي بأن التجرِبة الشخصية درسٌ عملي مفيد، لا يقل في أهميته عن التجرِبة التي تُجرَى داخل المعمل، مهما تكُن طبيعةُ هذا المعمل أو رسالته في الحياة.»
جولةٌ سريعة تجمَع بين المتعة الذهنية والفائدة الثقافية والتسلية الروحية تَقضيها مع الأستاذ «أمين سلامة»، الذي حرص على تدوين كل ما شَهِده في رحلاته التي قام بها إلى فرنسا التي تُمثِّل مَعقِلًا خطيرًا من معاقل الحضارة الأوروبية الحديثة، وإلى إسبانيا المُفعَمة بعبير الشرق، والزاخرة بتاريخٍ عربي امتدَّ لثمانية قرون لا تزال شواهدُه موجودةً حتى الآن، فتَتجوَّل معه بعينِ جوَّالٍ يرى ويسمع ويخاطب أقوامًا من جميع الجنسيات؛ لمعرفة ما يدور بخلَدهم وخيالهم وعقولهم. كما لم يخلُ كتابه من الوصف بمختلِف فنونه؛ فلم يترك شيئًا يستحقُّ الوصف إلا وصَفه؛ فوصَف الشوارع والمباني والمتاجر والمطاعم والمقاهي والطبيعة، فضلًا عن المتاحف والقصور والمَعالم التاريخية والملاهي الليلية، بكل ما فيها من مفاتنَ وفنونٍ ومهارات وليدة العلم والتكنولوجيا الحديثَين، وتُعتبَر بحقٍّ مَفخرةً لبلدها وبهجةً للقلوب والعيون.