منذ سبعينيات القرن الماضي ، بدأت الدعوات ترتفع من اجل التوقف عن استخدام مبيدات الآفات حماية للبيئة وللصحة العامة ، وقد رافق تلك الدعوات ظهور العديد من طرائق المكافحة كبدائل مقترحة للمكافحة الكيميائية منها المكافحة الحيوية والمكافحة المتكاملة والإدارة المتكاملة للآفات وأنظمة إدارة الآفات ، وبالرغم من النجاحات المتباينة التي حققتها تلك البدائل في مكافحة الآفات ، إلا أن الملاحظ أن الطريقة المعول عليها في السيطرة على الآفات المختلفة هي استخدام مبيدات الآفات ، ودليل ذلك هو الزيادة المطردة في الكميات المصنعة والمسوقة من مبيدات الآفات على مستوى العالم ، وان نسبة كبيرة من هذه المبيدات لازالت تستخدم في الدول المتقدمة التي تمتلك إمكانيات علمية جيدة في مجال تطبيق البدائل المشار إليها آنفا .
إن النظرة الواقعية لعملية استخدام المبيدات تقول أن المبيدات شر لابد منه فهي سموم خطيرة لها تأثيرات جانبية متباينة في مكونات البيئة المختلفة وان المتتبع للمشاكل التي أحدثتها المبيدات في البيئة يرجع بدرجة رئيسة إلى وجود قصور في فهم مميزات وصفات المركب او المادة الفعالة للمبيد فضلا عن عدم فهم سلوك المبيد في البيئة وفي الكائنات الحية المختلفة ، فضلا عن القصور الحاصل في عمليات تدريب القائمين على عمليات المكافحة في كيفية استخدام هذه المبيدات بطريقة آمنه ، ناهيك عن عدم توفر الوعي الكافي لدى المزارعين خاصة والمواطنين عامة في كيفية التعامل مع المبيدات ، لذلك فان تجاوز هذا القصور والخلل يجعل من عملية استخدام المبيدات أكثر أمانا للبيئة وللصحة العامة ، لذا فان هدف هذا الكتاب هو تحقيق الشعار القائل ( علينا في وقاية النبات أن نستخدم المبيدات كخنجر وليس كمنجل ) أي توجيه المبيد إلى الآفة المستهدفة بالمكافحة فقط ما أمكن ذلك .
إن تحقيق هذا الشعار يتطلب إتقان الجوانب الفنية والتطبيقية الصحيحة في عملية استخدام المبيدات والتي سعينا في هذا الكتاب إلى بيان أسرارها وتطبيقاتها بالشكل الصحيح مدعمين ذلك بالأمثلة ، آملين من الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا في هدفنا من اجل توفير المعرفة اللازمة في الجانب التطبيقي لمبيدات الآفات .