إن العنف ضد النساء هو نتيجة للتراكمات التاريخية غير المتساوية بين الرجال والنساء والتي أدت إلى الهيمنة والتمييز ضد النساء من قبل الرجال وإلى منع التقدم الكامل للمرأة، وهذا العنف ضد النساء هو أحد الآليات الاجتماعية الحاسمة التي أجبرت بها المرأة على التنازل عن احتلال مواقع متساوية مع الرجل. فالاعتراف بمسألة العنف ضد المرأة والتمييز القائم ضدها مرّ بتطورات تاريخية مهمة وما الاعتراف الدولي لهذه القضية إلا نتيجة لسنوات من العمل على جميع الصعد والتي من أهمها المؤتمرات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
ويرتبط العنف ضد النساء ارتباطاً وثيقاً بعلاقات القوى غير المتكافئة بين الرجال والنساء، والتمييز القائم على أساس النوع الاجتماعي ويتفاعل معهما. ويشكل الحق القائم في عدم التعرض للعنف والتمييز القائمين على العرق أو الجنس أو التعبير أو الهوية أو العمر أو الدين، إضافة إلى الكرامة المتأصلة والمتكافئة لكل امرأة ورجل وطفل، أساسا للشرعية الدولية والمحلية لحقوق الإنسان.