«السجَّان: من يوم ما جيت هنا يا كمال حياتي كلها اتغيرت! كنت لأول مرة باشوف قدامي راجل حر، ما كنتش فاهم ده معناه إيه، ع الورق انت متهم زيك زي غيرك، لكن بالنسبة لي يا كمال إنت الحر الوحيد، الراجل اللي قدر يقطع الشك بسكينة صغيرة! انت شكيت في سلومة، عرفت عنها اللي انا عرفته عن حسنية! لكن انت راجل ومش ممكن تعيش في عذاب ساجن نفسك ورا باب مقفول زيي وبتقول يا ترى مراتي بتخونِّي ولَّا لأ؟! ما كانش ممكن؛ لأنك حُر.»
بين المأساة والمَلهاة تدور مسرحياتُ هذا الكتاب الأربع، وكلٌّ منها عبارة عن فصلٍ واحد، يجمع بينها الوَهم الذي يُؤدِّي بأصحابه إلى الهلاك؛ ففي مسرحية «السجين والسجَّان» نعيش مأساة «كمال عبد المهيمن» و«كمال عبد المؤمن»، والعلاقة التي نشأت بينهما؛ وهي علاقة السجين بسجَّانه، وفيها نُدرِك معانيَ جديدة للحرية، وكيف يُصبح الوَهم وضِيق الأفُق أكبرَ سجن يعيش فيه الإنسان. أمَّا مسرحية «الصديقان» فتصل فيها المأساةُ إلى ذُروتها عندما يستدعي «عبده» صديقَ عمره «فتحي» من الخارج لمحاسَبته على الماضي الذي عاشاه معًا، وكيف يُمكِن للصداقة أن تُصبح الطَّوْق الذي يخنق صاحبَه. أمَّا المَلهاة فنجدها في مسرحية «البحيرة»، التي تدور أحداثها حول «حنفي» الذي يعيش في وَهم الأديب الكبير؛ وفي مسرحية «الصديقتان»، التي تعيش فيها «هدى» وَهمًا كبيرًا اسمُه الحب، كانت صديقتُها «سوزي» السببَ فيه.