ها هو الخليل أيضاً يحدثني عن شهوة الروح، بعد سنوات طوال من حديث زميلي؛ سنوات عشت معظمها خادمةً لجسدي، ملبّيةً كل شهواته إلى حد التخمة والتقزز في أحيان كثيرة.. ها هو رجل يُعرض عن جسدي، على الرغم من جمالي حسب كل مقاييس الجمال، وعلى الرغم من ليلةٍ ساحرةٍ تجمعنا في هذه الخلوة التي لا تتكرر.. ها هو لا يشتهي مني غير روحي، فلماذا أضنّ عليه بها؟ ولماذا لا أُعلن إيماني بما يؤمن به؟ ولِمَ لا أحبه حباً سامياً، وقد التقت روحانا فوق جسرهما الشفاف الأزرق؟.
وكأنه يقرأ أفكاري؛ يقول:إذا توقف الحب عند حدود الجسد صار ضعفاً، وأصبحت الروح هشّة، ولا يعيد إليها القوة إلا الحب الحقيقي، الذي أراده خالقها لها، وأرادها له.