كان "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه مثالاً للحاكم العادل والسياسي الماهر والمسلم المتمسك بدينه مركزاً للقيادة العامة لجيوش في الفرس والشام ومصر إذ كان هو في الحقيقة المحرك لها المدبر للخطط، المختار للقواد، المرسل للجند، وكان شديداً في الحق لا يجابي أحداً ولا يغمط حق أحد، حافظاً لوقاره وهيبته وسطوته، مدافعاً عن الأعراض، قاطعاً لبذور الفساد، مطعماً للفقراء، يطوف على الناس بالليل ليرى ويسمع بنفسه أحوال المسلمين...
هذا هو عمر بن الخطاب الذي عنى "محمد رضا" بترجمة حياته ومناقبه وخطبه وكلماته، وشرح خلافته ومآثره في هذا الكتاب حيث يدون السيرة الكاملة لهذا الصحابي الجليل والخليفة الحكيم الذي وضع أساس الإمبراطورية الإسلامية ونفذ رغبات النبي وثبتها وآزر أبا بكر بنصائحه أثناء خلافته القصيرة.
وهو من قيل فيه "كانت البساطة والقيام بالواجب من أهم مبادئ عمر". وأظهر ما اتصفت به إدارته عدم التحيز، والتعبد، كان يقدر المسؤولية حق قدرها، وكان شعوره بالعدل قوياً ولم يحابِ أحداُ في اختياره عماله. ومع أنه كان يحمل سوطه ويعاقب المذنب في الحال-حتى قيل إن سوط عمر أشد من سيف غيره.