登入選單
返回Google圖書搜尋
註釋

 هذا الكتاب بحث في النقد و عملياته الإجرائية من ردود و جدل و مناظرة و محاورة       و مناقشة، يبين فعاليتها في تحفيز العلوم على التنظير و التأصيل، و تهيئة أجواء الاجتهاد          و الإبداع، و تحصين العلوم و التوحيد.

 فكان بذلك النقد العلمي ضرورة لتأصيل ثقافة القابلية للاختلاف و المخالف، للوصول إلى نقاط مشتركة للسير نحو البيان و التوضيح، و بحث تأصيل الصحيح، و درء الخاطئ من الآراء      و الأفكار و المعتقدات.

فالاختلاف قائم بين أعلام الدعوة إلى منهج السلف رضوان الله عليه في مفهومه، و العمل به. و البحث فيه؛ لا يراد به الغلبة لطرف على آخر، فما أريد إلا الإصلاح - ما استطعت -    و ما أجري إلا على الله تعالى.

فكل المختلفين هم من رجال الدعوة الأفاضل و أعلامها، و كل له من الفضل و السبق ما يزكيه بإذن الله تعالى، و إنما هو اجتهاد العلماء، و هم مأجورون جميعا.

و الدافع لدراسة الموضوع؛ هو تصدر بعض من أنشاء الزمان للنقد بحق أو بغيره؛ لكن    وهم مشحونون بجانب عاطفي لا يتكئ على - و لو - عود من علم في تقييم الآخرين، فلا هم هشوا بذاك مفسدة؛ و لا دري لهم مآرب أخر؛ غير الخوض في أعراض الناس، العام منهم        و الخاص، دون أثارة من علم.

فكثر التجني على العلماء والدعاة والفضلاء، وجعلت لهم قوائم سوداء؛ و هذا من شر البلاء.

لأجل ذلك نبحث بيان بشرية الاختلاف، و كينونته في الشخصية العاقلة، بصور كثير       و مراتب متصاعدة، بين مقبول و مذموم، و مطلوب و مرفوض.