登入選單
返回Google圖書搜尋
الخلاف والاختلاف في عقائد المسلمين دواعيه وتداعياته
註釋

نحاول في هذا الكتاب بيان أن الخلاف و الاختلاف سنة كونية و من طبيعة البشرية، و أي محاولة لمنع الاختلاف و وأد التفاوت هي عملية لتحفيز النفور و تعميق الخلاف أكثر، لذا لابد من تأصيل ثقافة القابلية للخلاف و المخالف لأجل الوصول إلى نقاط مشتركة للسير نحو البيان و التوضيح.

الاختلاف قائم بين أعلام الدعوة إلى منهج السلف رضوان الله عليه في مفهومه، و العمل به. و البحث فيه؛ لا يراد به الغلبة لطرف على آخر، فما أريد إلا الإصلاح - ما استطعت - و ما أجري إلا على الله تعالى.

فكل المختلفين هم من رجال الدعوة الأفاضل و أعلامها، و كل له من الفضل و السبق ما يزكيه بإذن الله تعالى، و إنما هو اجتهاد العلماء، و هم مأجورون جميعا.

و بادي الأمر بيان أن الكثير من هؤلاء الرموز و الأعلام ممن انتقدوا في عصرنا؛ كثير منهم ليسوا علماء، بل هم دعاة برزوا في ظروف صعبة؛ قل فيها العلماء، و زاد في الأمة البلاء، فعظمت الحاجة إلى غيث هؤلاء، و الفضل الذي قدموه في ذانك الزمن و ذاك الكان كان خيرا عاما، و إن خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا.

ووقوع الأعلام و الفضلاء في شيء من الأخطاء أو البدع و الشطحات؛ أمر متوقع ليس بغريب، غير أن المعضلة كامنة في أن العامة على دين كبرائها و أعلامها، تقتدي بهم فيما قارفوا من زلل؛ على يقين أن ذاك من الدين.

 لذا تعين التنبيه عليها، و النصح لهم، فواقع الأمة لم يتحر بعد من التعصب للمقالات،والغلو للأشخاص، و الجهل ضارب أطنابه بربوعنا، و موروثات زمن السبات لم تزل بعد.

غير أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؛ لا قوام له دون ضوابط علمية

و أخلاقية، فمن يعرف الحق و لا يفقه الدعوة إليه؛ عليه الصمت، و من دري نقطة من علم؛ ما له و النكير على من خالفه ؟