«الحرَّاس على باب بيتي لمنع اختلاطي بالناس، لا لرغبةٍ مني، وإنما لأوامر الباشا. يقتصر جُلسائي على حفيدي صالح، والقلَّة من تجار دمياط وأعيانها. معنى النفي يُثير مخاوفَ الكثيرين، فيمتنعون عن زيارتي.»
تَحفِل سيرةُ حياة الزعيم المصري «عمر مكرم» بالكثير من الأحداث الدرامية التي صنعَت منه أيقونةً في النضال؛ فقد قاوَم ظلمَ المماليك للمصريِّين، وخاض معاركَ ضاريةً ضدَّ الحملة الفرنسية على مصر، وقاد الزعامةَ الشعبية التي أتَت ﺑ «محمد علي» إلى سُدَّة الحكم، ثم اعترض على سياساته الإقصائية، فلُفِّقت ضدَّه التُّهَم، وجُرِّد من منصب نقيب الأشراف، ونُفي إلى دمياط ثم إلى طنطا. وفي هذا الكتاب يسجِّل «محمد جبريل» سيرةَ حياة هذا الزعيم الوطني، بعد أن عكَف على المصادر التاريخية التي تناولَت سيرتَه، وخاصةً أوراقَ الزعيم نفسه، وتاريخ «الجبرتي»، وغيرهما من الكتابات المعاصرة، واستطاع أن يُكوِّن صورةً حيَّة عن حياة الزعيم، وقدَّمها في قالبٍ أدبيٍّ يجمع بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي.