حقق الإعلام العربي تطوراً نوعياً وكمياً في السنوات القليلة الماضية، فأخذ ينشر ويبث المزيد من المعلومات، ويصل إلى عدد من المتلقِّين أكثر من أي وقت مضى، وبدأ يضطلع بدور متعاظم في التأثير في الأحداث الدولية. وقد تحقق هذا الأمر من خلال المحطات الفضائية العربية، ولاسيما الإخبارية، والمواقع العربية على شبكة الإنترنت، والصحف العربية العابرة للحدود الوطنية.
وعلى الرغم من هذا الإنجاز فإن المشهد الإعلامي العربي مازال ينطوي على اختلالات بنيوية ونواقص، وقد برزت الحاجة إلى تسليط الضوء عليها وتقديم مقاربات لمعالجتها وتجاوزها. وجاء هذا الكتاب ليكون إسهاماً في النهوض بواقع الإعلام العربي وتطوير تجربته وترشيد مساره، فسعى الكتاب بدوره إلى تشخيص واقع الإعلام العربي، وتقويم أدائه وخطابه ومضامينه، واستقصاء وظائفه المجتمعية، والتحقق من مدى تأثير وسائل الإعلام العربية في تشكيل الرأي العام العربي من جهة ودورها في صوغ المدركات الغربية إزاء العرب من جهة أخرى، إضافة إلى التدقيق في تجربة القنوات الإخبارية العربية الحديثة العهد. وسعى الكتاب أيضاً إلى تناول إشكاليات؛ مثل الاستقلالية والمصداقية، والعلاقة بين الإعلام من جهة والمصالح التجارية والنفوذ السياسي من جهة أخرى، والدراسة المقارنة للتجربة الإعلامية الغربية. كما ناقش دور الإعلام في الحرب، والعلاقة بين الإعلام والاحتلال، وأَولى الكتاب أهمية للبحث في الدور الناشئ للإنترنت في المجتمعات العربية. وإن ما يميز هذا الكتاب أنه أسهم فيه نخبة متنوعة من الإعلاميين العرب والأجانب، وباحثون وأكاديميون أعلام من العالم العربي وخارجه.
