" نظرتُ لملاكي النائم بجواري، غرقت في وجهها الخمري، ذلك القمر المتكئ في كسلٍ على وسادةٍ من سحبٍ تخفي جزءًا منه وتزيده جمالاً، لامست خدها الأملس كبشرة طفلٍ بظهر يدي، فانفرج ثغرها وخرجت الغمازتان من مخبئهما بجواره لتزيداني عشقاً، صاحَب ضوء ابتسامتها رائحة الخزامي، تنساب حتى تعبق جو الحجرة، قبلتُ شفتيها بهدوءٍ لأمتص ما أقدر عليه من رحيقها، وحين ارتويت، توسَدتْ صدري ودفنتْ نفسها في حضني لتتشبع كل خلايا روحي برائحة الخزامي "
لم يتوقف هطول الأمطار من عينيها منذ انهت قراءة كلماته للمرة الألف، كان يحب كتابة خواطره في ذلك الدفتر الأسود، وحين طلبت منه أن تأخذه لم يتردد، أعطاها إياه على الفور كأنه يريد أن يطوي هذه الصفحة من حياته دون أن يكون لها أذيالاً في صفحات أخرى.
تأملتْ الخاطرة طويلاً، فحصت كل حرفٍ من حروفها، بحثت بين ثناياها و تحتها عن أي اشارة للغدر، ولما لم تجد ازداد جنونها، كيف يكتب هذه الكلمات وبعدها بثلاثة أيامٍ ينفصل عنها فجأةً، لم تفهم حتى الآن ماذا حدث، حمّلت نفسها الذنب ولامت نفسها كثيراً وكادت تنتحر لأنها أضاعته من يديها، على الرغم من أنها لا تعرف ماذا فعلت ! فكرت كثيراً ولم تصل لنتيجة، لم يحدث أي شئ، فجأة قرر إنهاء علاقتهما