ينتابني شعور غريب ممزوج بالحسرة والألم لما أنتاب سلوك الناس وأخلاقهم من انحراف وعلل عن جادة الطريق، وتتزاحم الأفكار حول سبب هذه الحالة من التيه والضياع والغربة، فالحياة تحولت إلى إرقام متراكمة من الماديات والشهوات، وحسابات العلاقات والمصالح على حساب الذوق العام والمشاعر الإنسانية التي تمثل قيمة الإنسان ومعنى حياته.
ولا أظن أنني اجافي الواقع والحقيقة حين أقول: أن المعايير الأخلاقية قد أصابها الوهن والضعف في ظل غياب المرجعيات الثقافية والاجتماعية التي تضبط السلوك الفردي والجماعي للمجتمع، وقد جاءت فكرة هذا الكتاب مساهمة في الدعوة إلى إحياء الذوق العام في المجتمع انطلاقا من قوله تعالى " ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخير وَيَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وأولئك هُمُ المفلحون ﴾ [ آل عمران : 104] .