دراسة في العلاقة بين حضارتين من خلال موقف كل منهما من قضية الآخر المختلف دينياً وحضارياً، وعبر فكرة التنظيم الدولي والتي تقوم على أساس من الاعتراف للأفراد ببعض الحقوق في غير دارهم والاعتراف بوجود دار ثالثة للعهد أو الصلح تقوم بمهام الدولة الحاضرة للصراع بين الدول المتنافسة وبمهام التواصل التجاري والحضاري عموماً في وقت لمتكن المنظمات الدولية قد ظهرت بعد.
وهي دراسة الحضارة تنفتح على الآخر وتترك لكل وحدة حرية تحديد مساحة اتفاقها أو اختلافها مع دار الإسلام، في إطار احترام القيم العمرانية والحضارية الإنسانية، وبما يحقق مهام التواصل اللازم للدعوة الإسلامية.
وذلك في مقابل حضارة تنغلق عل ذاتها وتنشئ فيما بينها مجتمعاً دولياً مغلقاً لا يفسح مجالاً للاشتراك فيه لغيرها، وتنشئ بإحدى يديها قانوناً أوروبياً عاماً تتعامل به فيما بينها أساسه وتنشئ باليد الأخرى قانوناً قائماً على نسق المبادئ التي تقوم عليها القانون الأوروبي العم تتعامل به مع العالم غير الأوروبي.
ثم هي دراسة في العلاقة بين حضارتين من خلال فكرة( التقسيم الإسلامي للمعمورة) التي حملتها دولة رائدة إلى قلب القارة التي تشكلت منها جماعة كانت نواة التنظيم الدولي الحديث.