هذه مجموعة من الأبحاث خصَّص الدكتور محمد مندور كل واحد منها بناقد من نقادنا العرب المحدثين، منذ عصر النهضة الأدبية التي ابتدأت في عالمنا العربي في أواخر القرن التاسع عشر بالعودة إلى تراثنا العربي القديم.
ولما كان فن القصيدة الشعرية أو ما يُسميه الأوروبيون بفن الشعر الغنائي هو الذي يكون العمود الفقري لتراثنا العربي القديم؛ فقد كان من الطبيعي أن يستأثر هذا الفن بالمجهود الأكبر من رجال فترة البعث، وأن يستأثر نقده بنصيب مماثل، حتى بعد أن أخذت صلاتنا بالآداب العالمية تزداد توثقًا وعمقًا ونفاذًا إلى اللباب لا القشور، وينعكس كل ذلك على الشعر والنقد معًا، وتدور المعارك النقدية حول القديم والتزام حدوده، والجديد المتأثر بآداب الغرب وثقافته وفلسفاته الفنية والنقدية، على نحو ما يستطيع القارئ أن يتبين من خلال هذه الأبحاث التي ذهب نقد الشعر والنقاد بمعظمها، وذلك بينما فنون الأدب الجديدة التي أخذنا أصولها عن الغرب لم ترد إشارات إلى نقدها إلا عند الحديث عن الناقدَين الوحيدَين اللذين تعرضا لبعض هذه الفنون كفن القصة وفن المسرحية، وهما الدكتور لويس عوض والأستاذ يحيى حقي.