يأتي هذا الإصدار في إطار حرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على نشر أعمال ومخرجات مؤتمره السنوي الحادي والعشرين، الذي عقد في مارس 2016. إذ تُعدُّ فصول هذا الكتاب إسهاماً في تعزيز دور الشباب البنّاء وتوسيع مشاركتهم في دعم أهداف التنمية في دولهم، بوصفهم أقدر الفئات على استغلال الفرص التي تعزز النمو الاقتصادي وترقى بالحياة الاجتماعية، وتبني الاستقرار في المجتمع، خصوصاً في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وقد ناقش المشاركون، من خلال فصول هذا الكتاب، أهم القضايا المتعلقة بالشباب ودورهم في عملية التنمية؛ فألقى الفصل الأول الضوء على أهمية الوعي السياسي الذي يمثل منطلق الشباب في سعيهم لممارسة مسؤولياتهم والعمل من أجل تنمية مجتمعهم. ولمّا كان دور الجامعات محوريّاً في بناء مجتمع المعرفة والتنمية الوطنية، فقد استعرض الفصل الثاني من الكتاب أدوار الجامعات الخليجية في التنمية الوطنية والتحديات التي تواجهها، من خلال دراسة حالة جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان نموذجاً.

وحاول الكتاب، في فصله الثالث، تبيان كيفية استثمار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الشباب، من خلال توضيح دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنمية الشباب، والدعوة إلى إطلاق استراتيجية خليجية موحدة تتضمن خطة تنفيذية تكفل استثمار مواقع الإعلام الاجتماعي في تنمية شباب المنطقة، من مختلف النواحي نظراً إلى ما يجمع بينهم من قواسم مشتركة ثقافياً واجتماعياً وأخلاقياً. ويستعرض الفصلان الرابع والخامس التجربتين البحرينية والماليزية في تمكين الشباب ودعمه.