登入選單
返回Google圖書搜尋
註釋لا تحيا إلا إذا رأتك الأشياء في لغتها كل شيء في الكون إلا وله جمال خاص به يخرق النفس فتهتز من الداخل وتغمرها متعة الدهشة والانشداه الأشبه بالسحر، ويلفها شعور خفي ، فتمتلئ سكينة وكأن شيئًا تسلل إليها ، وأضفى عليها مزيدا من الشفافية. فالوجود هو لغة الله ، قائمة أشياؤه ومكوناته كلها على الجمال ، كلما اخترقك ببداهتها استيقظت، وتجددت معانيك في الحياة، وحددت ماهية الوجود ، إذ الماهية هي جوهر الشيء و حقيقته ، وليس أقوى في التحديد من ذاتك الانسانية ، فهي التي لها الدور الأهم في تبيين حقيقة الأشياء التي تحيط بك. فيشملها إدراكك ، ويقيم معها علاقة ثرية بالمشاعر و الأفكار. فكلما توحدت بماهية الأشياء من خلال الاندغام في الشعر فهماً وتذوقا ؛ رأيتك تتجاوز الماهية ليشمل اندغامك ذاك الوجود ، بحيث تعتبر كل تهديد له تهديدا لذاتك أنت ومن ثمة تصوغ علاقاتك مع المحيط بماهيات للأشياء تتسق مع وتجعلك واقفا ثابتا لا تسقط إذا عبرتك كيانك تلك الأشياء ، فأنت تحيا كلما رأتك في لغتها ، لا كما تراها أنت في لغتك. وهذا هو الرهان الذي يراهن عليه هذا العمل الشعري بقوة اللغة ، ونداوة التخييل ، وبكارة الصور.